فصل: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 محمد بن ثابت

ابن قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى وأخوه لأمه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب وحنظلة هو غسيل الملائكة فولد محمد بن ثابت عبد الله قتل يوم الحرة وسليمان قتل يوم الحرة ويحيى قتل يوم الحرة وأمهم أم عبد الله بنت حفص بن صامت بن حارثة بن عدي بن قيس بن زيد بن مالك من بني الحارث بن الخزرج وإسماعيل وعائشة وأمهما أم كثير بنت النعمان بن العجلان بن النعمان بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وإسحاق وإبراهيم ويوسف وقريبة وأمهم أمة الله بنت السايب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس من بني الحارث بن الخزرج وعيسى وحميدة وأمهما أم عون بنت عبد الرحمن بن معمر بن عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى‏.‏

 سعد بن الحارث

ابن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس فولد سعد بن الحارث الصلت وأم الفضل وأمهما جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي من قريش وعمرا وأمه أم سعيد بنت سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن مبذول وقتل سعد بن الحارث بصفين مع علي بن أبي طالب‏.‏

 أبو أمامة بن سهل

ابن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو وهو بحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكانت حبيبة من المبايعات وسمي أبو أمامة أسعد باسم جده أبي أمه وكني بكنيته وكان جده أسعد بن زرارة نقيب بني النجار فولد أبو أمامة بن سهل محمدا وسهلا وعثمان وإبراهيم ويوسف ويحيى وأيوب وداود وحبيبة وأمامة وأمهم أم عبد الله بنت عتيك بن الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث من بني معاوية من الأوس وصالح بن أبي أمامة وأمه أم ولد قال محمد بن عمر ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سماه أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمه وكنيته قال ولم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا وقد روى عن عثمان وعن زيد بن ثابت وعن معاوية وعن أبيه سهل بن حنيف وكان ثقة كثير الحديث‏.‏

 عبد الرحمن بن أبي عمرة

واسم أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من قريش وأمها قلابة ابنة عمرو بن جعونة بن حذيم بن سعد بن سهم من قريش وأمها برة بنت عدي بن رئاب بن سهم من قريش فولد عبد الرحمن بن أبي عمرة عبد الله وحمزة وعلقمة وحبانة وأمهم أم سعد بنت شيبان بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وكانت لأبي عمرة صحبة وكان مع علي بن أبي طالب فقتل يوم صفين وقد روى عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان وزيد بن خالد الجهني وأبي هريرة وكان ثقة كثير الحديث‏.‏

 عبد الرحمن بن يزيد

ابن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف وأخوه لأمه عاصم بن عمر بن الخطاب فولد عبد الرحمن بن يزيد عيسى قتل يوم الحرة وإسحاق وجميلة وأم عبد الله وأم أيوب أم عاصم وأمهم حسنة بنت بكير بن جارية بن عامر بن مجمع وجميلا وأمه أم ولد وعبد الكريم وعبد الرحمن وأمهما أمامة بنت عبد الله بن سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف ولد عبد الرحمن بن يزيد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان قديما وقد روى عن عمر وولي قضاء المدينة لعمر بن عبد العزيز ومات بالمدينة سنة ثلاث وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وكان عبد الرحمن بن يزيد يكنى أبا محمد وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 مجمع بن يزيد

ابن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد وأمه حبيبة بنت الجنيد بن كنانة بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة من بني عبس فولد مجمع بن يزيد إسماعيل وإسحاق ويعقوب وسعدى وأم إسحاق وأم النعمان وأمهم سالمة بنت عبد الله بن أبي حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف‏.‏

 أبو سعيد المقبري

واسمه كيسان وهو مولى لبني جندع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان منزله عند المقابر فقالوا المقبري قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني الوليد بن كثير ويونس بن حمران ومحمد بن مسلم الجوسق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه قال كنت مملوكا لرجل من بني جندع فكاتبني على أربعين ألفا وشاة لكل أضحى قال فتهيأ المال فجئت به إليه فأبى أن يأخذه إلا على النجوم فجئت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال يا يرفأ خذ المال فضعه في بيت المال ثم ائتنا العشية نكتب عتقك ثم إن شاء مولاك أخذه وإن شاء تركه قال فحملت المال إلى بيت المال فلما بلغ مولاي جاء فأخذ المال قال ثم أتيت عمر بزكاة مالي بعد ذلك فقال أخذت من المال شيئا منذ عتقت قال قلت لا قال فارجع به حتى تأخذ منا شيئا ثم ائتنا بعد قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني محمد بن موسى قال حدثني رجل عن أبي سعيد المقبري قال كنت مكاتبا فكلمت مولاي أن يقبض كتابي فأبى فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال يا يرفأ اقبض المال منه واجعله في ناحية البيت وقال اذهب فأنت حر قال فجئته من عام القابل بصدقة مالي فقال أخذت منا شيئا فرضنا لك قال لا فردها علي أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن أبي صخرة وقال غير يزيد عن أبي صخرة عن أبي يزيد المقبري قال أتيت عمر بن الخطاب بمائتي درهم فقلت خذ هذه زكاة مالي فقال أعتقت يا كيسان قال فقلت نعم قال اذهب فتصدق بها أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير قال سمعت سعيدا المقبري عن أبيه قال أتيت عمر بن الخطاب بزكاة مالي فقال أخذت في ديواننا شيئا قال فقلت لا قال فاذهب به قال محمد بن عمر وقد روى أبو سعيد عن عمر وكان ثقة كثير الحديث وتوفي سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقال غيره توفي بالمدينة ‏.‏

 أبو عبيد

قال الزهري مرة مولى عبد الرحمن بن أزهر وقال مرة أخرى في مكان آخر مولى عبد الرحمن بن عوف وكذلك قال غيره قال الزهري وكان من القدماء وأهل الفقه قال شهدت العيد مع عمر وقد روى عن عثمان وعلي وأبي هريرة وكان اسمه سعدا وتوفي بالمدينة سنة ثمان وتسعين وكان ثقة وله أحاديث‏.‏

 أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري

ويكنى أبا كثير أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن أبا أيوب كاتب أفلح على أربعين ألفا فجعل الناس يهنئونه ويقولون ليهنئك العتق أبا كثير فلما رجع أبو أيوب إلى أهله ندم على مكاتبته فأرسل إليه فقال إني أحب أن ترد إلي الكتاب وأن ترجع كما كنت فقال له ولده وأهله أترجع رقيقا وقد أعتقك الله فقال أفلح والله لا يسألني شيئا إلا أعطيته إياه فجاءه بمكاتبته فكسرها ثم مكث ما شاء الله ثم أرسل إليه أبو أيوب فقال أنت حر وما كان لك من مال فهو لك قال محمد بن عمر وكان أفلح من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق وبعث بهم إلى المدينة وقد سمعت من يذكر أن أفلح كان يكنى أبا عبد الرحمن وسمع من عمر وله دار بالمدينة وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سن ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 عبيد مولى عبيد بن المعلى

أخي أبي سعيد بن معلى الزرقي ويكنى عبيد أبا عبد الله وهو من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق وبعث بهم إلى المدينة يقولون عبيد بن مرة وهو جد نفيس بن محمد بن زيد بن عبيد التاجر صاحب قصر نفيس الذي بناجيه حرة واقم ومات عبيد مولى عبيد بن المعلى ليالي الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 شماس مولى العباس بن عبد المطلب

ابن هاشم حفظ سورة يوسف من في عمر بن الخطاب وهو يتلوها في الصلاة وروى عنه ابنه عثمان بن شماس‏.‏

 السائب بن خباب

مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ويكنى أبا عبد الرحمن وقال سمعت من يذكر أنه يكنى مسلم وكان ثقة قليل الحديث وقد روى عن عمر وزيد بن ثابت قال محمد بن عمر وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو بن اثنتين وسبعين سنة أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس أن السائب بن خباب توفي قبل بن عمر‏.‏

 عبيد بن أم كلاب

سمع من عمر بن الخطاب وهو عبيد بن سلمة الليثي وهو الذي خرج من المدينة بقتل عثمان فاستقبل عائشة بسرف فأخبرها بقتله وبيعة الناس لعلي بن أبي طالب فرجعت إلى مكة وكان عبيد علويا‏.‏

 ابن مرسا مولى

قريش روى عن عمر بن الخطاب وكان قليل الحديث‏.‏

 أبو سعيد مولى

أبي أسيد روى عن عمر بن الخطاب‏.‏

 الهرمزان

وكان من أهل فارس فلما انقضى أمر جلولاء خرج يزدجرد من حلوان إلى أصبهان ثم أتى إصطخر ووجه الهرمزان إلى تستر فضبطها وتحصن في القلعة ومعه الأساورة وجمع كثير من أهل تستر وهي في أقصى المدينة مما يلي الجبل والماء محيط بها ومادة تأتيهم من أصبهان فمكثوا كذلك ما شاء الله وحاصرهم أبو موسى سنتين ويقال ثمانية عشر شهرا ثم نزل أهل القلعة على حكم عمر فبعث أبو موسى بالهرمزان إليه ومعه اثنا عشر أسيرا من العجم عليهم الديباج ومناطق الذهب وأسورة الذهب فقدموا بهم المدينة في زيهم ذلك فجعل الناس يعجبون فأتوا بهم منزل عمر فلم يصادفوه وجعلوا يطلبونه فقال الهرمزان بالفارسية قد ضل ملككم فقيل لهم هو في المسجد فدخلوا فوجدوه نائما متوسدا رداءه فقال الهرمزان هذا ملككم قالوا هذا الخليفة قال أما له حاجب ولا حارس قالوا الله حارسه حتى يأتي عليه أجله فقال الهرمزان هذا الملك الهنيء ونظر عمر إلى الهرمزان فقال أعوذ بالله من النار ثم قال الحمد لله الذي أذل هذا وشيعته بالإسلام وقال عمر للوفد تكلموا وإياي وتشقيق الكلام والإكثار فقال أنس بن مالك الحمد لله الذي أنجز وعده وأعز دينه وخذل من حاده وأورثنا أرضهم وديارهم وأفاء علينا بأموالهم وأبنائهم وسلطنا عليهم نقتل من شئنا ونستحيي من شئنا فبكى عمر ثم قال للهرمزان ما مالك قال أما ميراثي عن آبائي فعندي وأما ما كان في يدي من مال الملك وبيوت الأموال فأخذه عاملك قال يا هرمزان كيف رأيت الذي صنع الله بكم فلم يجبه قال أو لست حيا فاستسقى الهرمزان ماء فقال عمر لا نجمع عليك القتل والعطش فدعا له بماء فأتوه بماء في قدح خشب فأمسكه بيده فقال عمر اشرب لا بأس عليك إني غير قاتلك حتى تشربه فرمى الإناء من يده وقال يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقضيكم ونقتلكم وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالا وأخسها منزلة فلما كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة فأمر عمر بقتله فقال أو لم تؤمني قال وكيف قال قلت لي تكلم لا بأس عليك وقلت اشرب لا بأس عليك لا أقتلك حتى تشربه فقال الزبير بن العوام وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري صدق فقال عمر قاتله الله أخذ أمانا ولا أشعر وأمر فنزع ما كان على الهرمزان من حلية وديباجه وقال لسراقة بن مالك بن جعثم وكان نحيفا أسود دقيق الذراعين كأنهما محترقان البس سواري الهرمزان فلبسهما ولبس كسوته فقال عمر الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم وألبسها سراقة بن مالك بن جعثم ودعا عمر الهرمزان وأصحابه إلى الإسلام فأبوا فقال علي يا أمير المؤمنين فرق بينهم وبين إخوانهم فحمل عمر الهرمزان وجفينة وغيرهما في البحر وقال اللهم اكسر بهم وأراد أن يسيرهم إلى الشام فكسر بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا وفرض لهم عمر في ألفين ألفين وسمي الهرمزان عرفطة قال المسور بن مخرمة رأيت الهرمزان بالروحاء مهلا بالحج مع عمر عليه حلة حبرة أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه بن عبد الرحمن قال رأيت الهرمزان مهلا بالحج بالروحاء مع عمر بن الخطاب وعليه حلة حبرة أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن علي بن زيد قال قال أنس بن مالك ما رأيت رجلا بطنا ولا أبعد أخمص ولا أبعد ما بين المنكبين من الهرمزان ومن هذه الطبقة ممن روى عن عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد وأبي بن كعب وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وغيرهم رحمهم الله‏.‏

 محمد بن الحنفية

وهو محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ويقال بل كانت أمه من سبي اليمامة فصارت إلى علي بن أبي طالب رحمه الله أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا الحسن بن صالح قال سمعت عبد الله بن الحسن يذكر أن أبا بكر أعطى عليا أم محمد بن الحنفية أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر قالت رأيت أم محمد بن الحنفية سندية سوداء وكانت أمة لبني حنيفة ولم تكن منهم وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم أخبرنا الفضل بن دكين وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا حدثنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال سمعت محمد بن الحنفية قال كانت رخصة لعلي قال يا رسول الله إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك قال نعم أخبرنا محمد بن الصلت وخالد بن مخلد قالا حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال وقع بين علي وطلحة كلام فقال له طلحة لا كجرأتك على رسول الله سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول الله أن يجمعهما أحد من أمته بعده فقال علي إن الجريء من إجترأ على الله وعلى رسوله اذهب يا فلان فادع فلانا وفلانا لنفر من قريش قال فجاؤوا فقال بم تشهدون قالوا نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل لأحد من أمتي بعده أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد بن علي كان يكنى أبا القاسم أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم قال كان محمد بن الحنفية يكنى أبا القاسم أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الأعلى أن محمد بن علي كان يكنى أبا القاسم وكان كثير العلم ورعا فولد محمد بن الحنفية عبد الله وهو أبو هاشم وحمزة وعليا وجعفرا الأكبر وأمهم أم ولد والحسن بن محمد وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم وهو أول من تكلم في الإرجاء ولا عقب له وأمه جمال ابنة قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وإبراهيم بن محمد وأمه مسرعة ابنة عباد بن شيبان بن جابر بن أهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر حليف بني هاشم والقاسم بن محمد وعبد الرحمن لا بقية له وأم أبيها وأمهم أم عبد الرحمن واسمها برة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وجعفرا الأصغر وعونا وعبد الله الأصغر وأمهم أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب وعبد الله بن محمد ورقية وأمهما أم ولد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر بن خليفة عن المنذر الثوري قال سمعت محمد بن الحنفية يقول وذكر يوم الجمل قال لما تصاففنا أعطاني علي الراية فرأى مني نكوصا لما دنا الناس بعضهم إلى بعض فأخذها مني فقاتل بها قال فحملت يومئذ على رجل من أهل البصرة فلما غشيته قال أنا على دين أبي طالب فلما عرفت الذي أراد كففت عنه فلما هزموا قال علي لا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبرا وقسم فيؤهم بينهم ما قوتل به من سلاح أو كراع وأخذنا منهم ما أجلبوا به علينا من كراع أو سلاح أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت محمد بن الحنفية يقول كان أبي يريد أن يغزو معاوية وأهل الشام فجعل يعقد لواءه ثم يحلف لا يحله حتى يسير فيأبى عليه الناس وينتشر رأيهم ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه حتى فعل ذلك أربع مرات وكنت أرى حاله فأرى ما لا يسرني فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ وقلت له ألا تكلمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا فقال المسور يا أبا القاسم يسير لأمر قد حسم قد كلمته فرأيته يأبى إلا المسير قال محمد بن الحنفية فلما رأى منهم ما رأى قال اللهم إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي قال كان على رجالة علي يوم صفين عمار بن ياسر وكان محمد بن الحنفية يحمل رايته أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أحمد بن خازم عن عمرو بن شراحيل عن حنش بن عبد الله الصنعاني عن عبد الله بن زرير الغافقي وقد كان شهد صفين مع علي قال لقد رأيتنا يوما والتقينا نحن وأهل الشام فاقتتلنا حتى ظننت أنه لا يبقى أحد فأسمع صائحا يصيح يا معشر المسلمين الله الله من للنساء والولدان من الروم من للترك من للديلم الله الله والبقيا فأسمع حركة من خلفي فالتفت فإذا علي يعدو بالراية يهرول بها حتى أقامها ولحقه ابنه محمد فأسمعه يقول يا بني الزم رايتك فإني متقدم في القوم فأنظر إليه يضرب بالسيف حتى يفرج له ثم يرجع فيهم أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال كنت عند محمد بن الحنفية فسمعته يقول ما أشهد على أحد بالنجاة ولا أنه من أهل الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أبي الذي ولدني قال فنظر القوم إليه قال من كان في الناس مثل علي سبق له كذا سبق له كذا أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن محمد بن الحنفية أنه قال وهو في الشعب لو أن أبي عليا أدرك هذا الأمر لكان هذا موضع رحله أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن ليث عن محمد الأزدي عن بن الحنفية قال أهل بيتين من العرب يتخذهما الناس أندادا من دون الله نحن وبنو عمنا هؤلاء يعني بني أمية أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبثر أبو زييد عن سالم بن أبي حفصة عن منذر أبي يعلى عن محمد بن الحنفية قال نحن أهل بيتين من قريش نتخذ من دون الله أندادا نحن وبنو أمية حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة قال كانوا يسلمون على محمد بن علي سلام عليك يا مهدي فقال أجل أنا مهدي أهدي إلى الرشد والخير اسمي اسم نبي الله وكنيتي كنية نبي الله فإذا سلم أحكم فليقل سلام عليك يا محمد السلام عليك يا أبا القاسم أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو العلاء الخفاف عن المنهال بن عمرو قال جاء رجل إلى بن الحنفية فسلم عليه فرد عليه السلام فقال كيف أنت فحرك يده فقال كيف أنتم أما آن لكم أن تعرفوا كيف نحن إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل في آل فرعون كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا وينكحون نساءنا بغير أمرنا فزعمت العرب أن لها فضلا على العجم فقالت العجم وما ذاك قالوا كان محمدا عربيا قالوا صدقتم قالوا وزعمت قريش أن لها فضلا على العرب فقالت العرب وبم ذا قالوا قد كان محمد قرشيا فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا عمر بن زياد الهذلي عن الأسود بن قيس حدثه قال لقيت بخراسان رجلا من عزة قال قلت للأسود مااسمه قال لا أدري قال ألا عرض عليك خطبة بن الحنفية قال قلت بلى قال انتهيت إليه وهو في رهط يحدثهم فقلت السلام عليك يا مهدي قال وعليك السلام قال قلت إن لي إليك حاجة قال أسر هي أم علانية قال قلت بل سر قال اجلس فجلست وحدث القوم ساعة ثم قام فقمت معه فلما أن دخل دخلت معه بيته قال قل بحاجتك قال فحمدت الله وأثنيت عليه وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله ثم قلت أما بعد فوالله ما كنتم أقرب قريش إلينا قرابة فنحبكم عبى قرابتكم ولكن كنتم أقرب قريش إلى نبينا قرابة فلذلك أحببناكم على قرابتكم من نبينا فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضربت عليه الأعناق وأبطلت الشهادات وشردنا في البلاد وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه لولا أن يخفى علي أمر آل محمد وحتى هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم فقال عمر يعني الخوارج وقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء وراء فأحببت أن أشافهك للكلام فلا أسأل عنك أحدا وكنت أوثق الناس في نفسي وأحبه إلي أن أقتدي به فأرى برأيك وكيف ترى المخرج أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم قال فحمد الله محمد بن علي وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أن محمد عبده ورسوله ثم قال أما بعد فإياكم وهذه الأحاديث فإنها عيب عليكم وعليكم بكتاب الله تبارك وتعالى فإنه به هدي أولكم وبه يهدى آخركم ولعمري لئن أوذيتم لقد أوذي من كان خيرا منكم أما قيلك لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه وأجتنب أمور الناس لولا أن يخفى علي أمور آل محمد فلا تفعل فإنك تلك البدعة الرهبانية ولعمري لأمر آل محمد أبين من طلوع الشمس وأما قيلك لقد هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم فلا تفعل لا تفارق الأمة اتق هؤلاء القوم بتقيتهم قال عمر يعني بني أمية ولا تقاتل معهم قال قلت وما تقيتهم قال تحضرهم وجهك عند دعوتهم فيدفع الله بذلك عنك عن دمك ودينك وتصيب من مال الله الذي أنت أحق به منهم قال قلت أرأيت إن أطاف بي قتال ليس لي منه بد قال تبايع بإحدى يديك الأخرى لله وتقاتل لله فإن الله سيدخل أقواما بسرائرهم الجنة وسيدخل أقواما بسرائرهم النار وإني أذكرك الله أن تبلغ عني ما لم تسمع مني أو تقول علي ما لم أقل أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال حدثني سفيان يعني بن عيينة قال حدثني الأسود بن قيس عن رجل عن محمد بن الحنفية قال بايع بإحدى يديك على الأخرى وقاتل على نيتك أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس عن سعيد بن مسروق عن منذر قال سمعت محمد بن الحنفية يقول إن هذه لصاعقة لا يقوم لها شيء أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن محمد بن الحنفية أنه قال له الزم هذا المكان وكم حمامة من حمام الحرم حتى يأتي أمرنا فإن أمرنا إذا جاء فليس به خفاء كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء وما يدريك إن قال لك الناس تأتي من المشرق ويأتي الله بها من المغرب وما يدريك إن قال لك الناس تأتي من المغرب ويأتي الله بها من المشرق وما يدريك لعلنا سنؤتى بها كما يؤتى بالعروس أخبرنا محمد بن الصلت قال حدثنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال قال بن الحنفية من أحبنا نفعه الله وإن كان في الديلم أخبرنا محمد بن الصلت قال أخبرنا الربيع بن المنذر عن أبيه عن بن الحنفية قال وددت لو فديت شيعتنا هؤلاء ولو ببعض دمي قال ثم وضع يده اليمنى على اليسرى على المفصل والعروق ثم قال لحديثهم الكذب وإذاعتهم الشر حتى إنها لو كانت أم أحدهم التي ولدته أغرى بها حتى تقتل أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن الحارث الأزدي قال قال بن الحنفية رحم الله امرأ أغنى نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس في بيته له ما احتسب وهو مع من أحب ألا إن أعمال بني أمية أسرع فيهم من سيوف المسلمين ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء فمن أدرك ذلك منكم ومنا كان عندنا في السنام الأعلى ومن يمت فما عند الله خير وأبقى أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو عن أبي يعلى عن بن الحنفية قال من أحب رجلا لله لعدل ظهر منه وهو في علم الله من أهل النار آجره الله على حبه إياه كما لو كان أحب رجلا من أهل الجنة ومن أبغض رجلا لله لجور ظهر منه هو في علم الله من أهل الجنة آجره الله على بغضه إياه كما لو كان أبغض رجلا من أهل النار أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت كان المختار بن أبي عبيد مع عبد الله بن الزبير في حصره الأول أشد الناس معه ويريه أنه شيعة له وابن الزبير معجب به ويحمل عليه فلا يسمع عليه كلاما وكان المختار يختلف إلى محمد بن الحنفية وكان محمد ليس فيه بحسن الرأي ولا يقبل كثيرا مما يأتي به فقال المختار أنا خارج إلى العراق فقال له محمد فاخرج وهذا عبد الله بن كامل الهمداني يخرج معك وقال لعبد الله تحرز منه واعلم أنه ليس له كبير أمانة وجاء المختار إلى بن الزبير فقال اعلم أن مكاني من العراق أنفع لك من مقامي هاهنا فأذن له عبد الله بن الزبير فخرج هو وابن كامل وابن الزبير لا يشك في مناصحته وهو مصر على الغش لابن الزبير فخرجا حتى لقيا لاقيا بالعذيب فقال المختار أخبرنا عن الناس فقال تركت الناس كالسفينة تجول لا ملاح لها فقال المختار فأنا ملاحها الذي يقيمها أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما قدم المختار إلى العراق اختلف إلى عبد الله بن مطيع وهو والي الكوفة يومئذ لعبد الله بن الزبير وأظهر مناصحة بن الزبير وعابه في السر ودعا إلى بن الحنفية وحرض الناس على بن مطيع واتخذ شيعة يركب في خيل عظيمة فلما رأى ذلك بن مطيع خافه فهرب منه إلى عبد الله بن الزبير أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن عثمان بن عروة عن أبيه قال وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة وغيرهما قالوا كان المختار لما قدم الكوفة كان أشد الناس على بن الزبير وأعيبه له وجعل يلقي إلى الناس أن بن الزبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم يعني بن الحنفية ثم ظلمه إياه وجعل يذكر بن الحنفية وحاله وورعه وأنه بعثه إلى الكوفة يدعو له وأنه كتب له كتابا فهو لا يعدوه إلى غيره ويقرأ ذلك الكتاب على من يثق به وجعل يدعو الناس إلى البيعة لمحمد بن الحنفية فيبايعونه له سرا فشك قوم ممن بايعه في أمره وقالوا أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنه رسول بن الحنفية وابن الحنفية بمكة ليس منا ببعيد ولا مستتر فلو شخص منا قوم إليه فسألوه عما جاء به هذا الرجل عنه فإن كان صادقا نصرناه وأعناه على أمر فشخص منهم قوم فلقوا بن الحنفية بمكة فأعلموه أمر المختار وما دعاهم إليه فقال نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فاحذروا الكذابين وانظروا لأنفسكم ودينكم فانصرفوا على هذا وكتب المختار كتابا على لسان محمد بن الحنفية إلى إبراهيم بن الأشتر وجاء فاستأذن عليه وقيل المختار أمين آل محمد ورسوله فأذن له وحياه ورحب به وأجلسه معه على فراشه فتكلم المختار وكان مفوها فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إنكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة آل محمد وقد ركب منهم ما قد علمت وحرموا ومنعوا حقهم وصاروا إلى ما رأيت وقد كتب إليك المهدي كتابا وهؤلاء الشهود عليه فقال يزيد بن أنس الأسدي وأحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة نشهد أن هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه فقبضه إبراهيم وقرأه ثم قال أنا أول من يجيب وقد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك فقل ما بدا لك وادع إلى ما شئت ثم كان إبراهيم يركب إليه في كل يوم فزرع ذلك في صدور الناس وورد الخبر على بن الزبير فتنكر لمحمد بن الحنفية وجعل أمر المختار يغلظ في كل يوم ويكثر تبعه وجعل يتتبع قتلة الحسين ومن أعان عليه فيقتلهم ثم بعث إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد بن زياد فقتله وبعث برأسه إلى المختار فعمد إليه المختار فجعله في جونة ثم بعث به إلى محمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وسائر بني هاشم فلما رأى علي بن حسين رأس عبيد الله ترحم على الحسين وقال أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين وهو يتغدى وأتينا برأس عبيد الله ونحن نتغدى ولو لم يبق من بني هاشم أحد إلا قام بخطبة في الثناء على المختار والدعاء له وجميل القول فيه وكان بن الحنفية يكره أمر المختار وما يبلغه عنه ولا يحب كثيرا مما يأتي به وكان بن عباس يقول أصاب بثأرنا وأدرك وغمنا وآثرنا ووصلنا فكان يظهر الجميل فيه للعامة فلما اتسق الأمر للمختار كتب لمحمد بن علي المهدي من المختار بن أبي عبيد الطالب بثأر آل محمد أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم وإن الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأولهم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ربيعة بن عثمان ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وإسحاق بن يحيى بن طلحة وهشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم والحسين بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده وغيرهم أيضا قد حدثني قالوا لما جاء نعي معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة كان بها يومئذ الحسين بن علي ومحمد بن الحنفية وابن الزبير وكان بن عباس بمكة فخرج الحسين وابن الزبير إلى مكة وأقام بن الحنفية بالمدينة حتى سمع بدنو جيش مسرف وأيام الحرة فرحل إلى مكة فأقام مع بن عباس فلما جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع بن الزبير لنفسه ودعا الناس إليه دعا بن عباس ومحمد بن الحنفية إلى البيعة له فأبيا يبايعان له وقالا حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس فأقاما على ذلك ما أقاما فمرة يكاشرهما ومرة يلين لهما ومرة يباديهما ثم غلظ عليهما فوقع بينهم كلام وشر فلم يزل الأمر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا ومعهما النساء والذرية فأساء جوارهم وحصرهم وآذاهم وقصد لمحمد بن الحنفية فأظهر شتمه وعيبه وأمره وبني هاشم أن يلزموا شعبهم بمكة وجعل عليهم الرقباء وقال لهم فيما يقول والله لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار فخافوا على أنفسهم قال سليم أبو عامر فرأيت محمد بن الحنفية محبوسا في زمزم والناس يمنعون من الدخول عليه فقلت والله لأدخلن عليه فدخلت فقلت ما بالك وهذا الرجل فقال دعاني إلى البيعة فقلت إنما أنا من المسلمين فإذا اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم فلم يرض بهذا مني فاذهب إلى بن عباس فأقرئه مني السلام وقل يقول لك بن عمك ما ترى قال سليم فدخلت على بن عباس وهو ذاهب البصر فقال من أنت فقلت أنصاري فقال رب أنصاري هو أشد علينا من عدونا فقلت لاتخف فأنا ممن لك كله قال هات فأخبرته بقول بن الحنفية فقال قل له لا تطعه ولا نعمة عين إلا ما قلت ولا تزده عليه فرجعت إلى بن الحنفية فأبلغته ما قال بن عباس فهم بن الحنفية أن يقدم إلى الكوفة وبلغ ذلك إلى المختار فثقل عليه قدومه فقال إن المهدي علامة يقدم بلدكم هذا فيضربه رجل في السوق بالسيف لا تضره ولا تحيك فيه فبلغ ذلك بن الحنفية فأقام فقيل له لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم ما أنتم فيه فبعث أبا طفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة فقدم عليهم فقال إنا لا نأمن بن الزبير على هؤلاء القوم وأخبرهم بما هم فيه من الخوف فقطع المختار بعثا إلى مكة فانتدب منهم أربعة آلاف فعقد لأبي عبد الله الجدلي عليهم وقال له سر فإن وجدت بني هاشم في الحياة فكن لهم أنت ومن معك عضدا وانفذ لما أمروك به وإن وجدت بن الزبير قد قتلهم فاعترض أهل مكة حتى تصل إلى بن الزبير ثم لا تدع من آل الزبير شفرا ولا ظفرا وقال يا شرطة الله لقد أكرمكم الله بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر فسار القوم ومعهم السلاح حتى أشرفوا على مكة فجاء المستغيث اعجلوا فما أراكم تدركونهم فقال الناس لو أن أهل القوة عجلوا فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد بن جنادة العوفي حتى دخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها بن الزبير فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة ويقال بل تعلق بأستار الكعبة وقال أنا عائذ الله قال عطية ثم ملنا إلى بن عباس وابن الحنفية وأصحابهما في دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر لو أن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد حتى تقوم الساعة أخرناه عن الأبواب وعجل علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجل فأسرع في الحطب يريد الخروج فأدمى ساقيه وأقبل أصحاب بن الزبير فكنا صفين نحن وهم في المسجد نهارنا ونهاره لا ننصرف إلا إلى صلاة حتى أصبحنا وقدم أبو عبد الله الجدلي في الناس فقلنا لابن عباس وابن الحنفية ذرونا نريح الناس من بن الزبير فقالا هذا بلد حرمه الله ما أحله لأحد إلا للنبي عليه السلام ساعة ما أحله لأحد قبله ولا يحله لأحد بعده فامنعونا وأجيرونا قال فتحملوا وإن مناديا لينادي في الجبل ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية إن السرايا تغنم الذهب والفضة وإنما غنمتم دماءنا فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا ثم خرجوا إلى الطائف فأقاموا ما أقاموا وتوفي عبد الله بن عباس بالطائف سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد بن الحنفية وبقينا مع بن الحنفية فلما كان الحج وحج بن الزبير من مكة فوافى عرفة في أصحابه ووافى محمد بن الحنفية من الطائف في أصحابه فوقف بعرفة ووافى نجدة بن عامر الحنفي تلك السنة في أصحابه من الخوارج فوقف ناحية وحجت بنو أمية على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال وقفت في هذه السنة أربعة ألوية بعرفة محمد بن الحنفية في أصحابه على لواء قام عند حبل المشاة وحج بن الزبير في أصحابه معه لواء فقام مقام الإمام اليوم ثم تتقدم محمد بن الحنفية بأصحابه حتى وقف حذاء بن الزبير ووافى نجدة الحروري في أصحابه ومعه لواء فوقف خلفهما ووافت بنو أمية ومعهم لواء فوقفوا عن يسارهما فكان أول لواء أنغض لواء محمد بن الحنفية ثم تبعه نجدة ثم لواء بني أمية ثم لواء بن الزبير واتبعه الناس أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال لم يدفع بن الزبير تلك العشية إلا بدفعة بن عمر فلما أبطأ بن الزبير وقد مضى بن الحنفية ونجدة وبنو أمية قال بن عمر أينتظر بن الزبير أمر الجاهلية ثم دفع فدفع بن الزبير على أثره أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان قال سمعت بن الحنفية يقول دفعت من عرفة حين وجبت الشمس وتلك السنة فبلغني أن بن الزبير يقول عجل محمد عجل محمد فعن من أخذ بن الزبير الأغساق أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير عن أبيه قال أقام الحج تلك السنة بن الزبير وحج عامئذ محمد بن الحنفية في الخشبية معه وهم أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسرائيل عن ثوير قال رأيت بن الحنفية في الشعب الأيسر من منى في أصحابه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال خفت الفتنة فمشيت إليهم جميعا فجئت محمد بن علي في الشعب فقلت يا أبا القاسم اتق الله فإنا في مشعر حرام وبلد حرام والناس وفد الله إلى هذا البيت فلا تفسد عليهم حجهم فقال والله ما أريد ذلك وما أحول بين أحد وبين هذا البيت ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ولكني رجل أدفع عن نفسي من بن الزبير وما يريد مني وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف علي اثنان ولكن ائت بن الزبير فكلمه وعليك بنجدة فكلمه قال محمد بن جبير فجئت بن الزبير فكلمته بنحو مما كلمت به بن الحنفية فقال أنا رجل قد اجتمع علي وبايعني الناس وهؤلاء أهل خلاف فقلت إن خيرا لك الكف فقال أفعل ثم جئت نجدة الحروري فأجده في أصحابه وأجد عكرمة غلام بن عباس عنده فقلت استأذن لي على صاحبك قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظمت عليه وكلمته بما كلمت به الرجلين فقال أما أن أبتديء أحدا بقتال فلا ولكن من بدأنا بقتال قاتلناه قلت فإني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو مما كلمت به القوم فقالوا نحن على لوائنا لا نقاتل أحدا إلا أن يقاتلنا فلم أر في تلك الألوية أسكن ولا أسلم دفعة من أصحاب بن الحنفية قال محمد بن جبير وقفت تلك العشية إلى جنب محمد بن الحنفية فلما غابت الشمس التفت إلي فقال يا أبا سعيد ادفع فدفع ودفعت معه فكان أول من دفع أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال رأيت أصحاب بن الحنفية يلبون بعرفة ورمقت بن الزبير وأصحابه فإذا هم يلبون حتى زاغت الشمس ثم قطع وكذلك فعلت بنو أمية وأما نجدة فلبى حتى رمى جمرة العقبة أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا خالد قال حدثني أبو العريان المجاشعي قال بعثنا المختار في ألفي فارس إلى محمد بن الحنفية قال فكنا عنده قال فكان بن عباس يذكر المختار فيقول أدرك ثأرنا وقضى ديوننا وأنفق علينا قال وكان محمد بن الحنفية لا يقول فيه خيرا ولا شرا قال فبلغ محمدا أنهم يقولون إن عندهم شيئا أي من العلم قال فقام فينا فقال إنا والله ما ورثنا من رسول الله إلا ما بين هذين اللوحين ثم قال اللهم حلا وهذه الصحيفة في ذؤابة سيفي قال فسألت وما كان في الصحيفة قال من أحدث حدثا أو آوى محدثا أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال حدثني الوليد الرماح قال بلغنا أن محمد بن علي أخرج من مكة فنزل شعب علي فخرجنا من الكوفة لنأتيه فلقينا بن عباس وكان بن عباس معه في الشعب فقال لنا احصوا سلاحكم ولبوا بعمرة ثم ادخلوا البيت وطوفوا به بين الصفا والمروة أخبرنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن ميمون عن وردان قال كنت في العصابة الذين انتدبوا إلى محمد بن علي قال وكان بن الزبير قد منعه أن يدخل مكة حتى يبايعه فأبى أن يبايعه قال فانتهينا إليه فأراد أهل الشام فمنعه عبد الملك أن يدخلها حتى يبايعه فأبى عليه قال فسرنا معه ما سرنا ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه فجمعنا يوما فقسم فينا شيئا وهو يسير ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال الحقوا برحالكم واتقوا الله عليكم بما تعرفون ودعوا ما تنكرون وعليكم بخاصة أنفسكم ودعوا أمر العامة واستقروا عن أمرنا كما استقرت السماء والأرض فإن أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضاحية قالوا وقتل المختار بن أبي عبيد في سنة ثمان وستين فلما دخلت سنة تسع وستين أرسل عبد الله بن الزبير عروة بن الزبير إلى محمد بن الحنفية إن أمير المؤمنين يقول لك إني غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته وأجمع علي أهل العراقين فبايع لي وإلا فهي الحرب بيني وبينك إن منعت فقال بن الحنفية لعروة ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والإستخفاف بالحق وأغفله عن تعجيل عقوبة الله ما يشك أخوك في الخلود وإلا فقد كان أحمد للمختار ولهديه مني والله ما بعثت المختار داعيا ولا ناصرا وللمختار كان إليه أشد انقطاعا منه إلينا فإن كان كذابا فطال ما قربه على كذبه وإن كان على غير ذلك فهو أعلم به وما عندي خلاف ولو كان خلاف ما أقمت في جواره ولخرجت إلى من يدعوني فأبيت ذلك عليه ولكن هاهنا والله لأخيك قرينا يطلب مثل ما يطلب أخوك كلاهما يقاتلان على الدنيا عبد الملك بن مروان والله لكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك وإني لأحسب أن جوار عبد الملك خير لي من جوار أخيك ولقد كتب إلي يعرض علي ما قبله ويدعوني إليه قال عروة فما يمنعك من ذلك قال أستخير الله وذلك أحب إلى صاحبك قال أذكر ذلك له فقال بعض أصحاب محمد بن الحنفية والله لو أطعتنا لضربنا عنقه فقال بن الحنفية وعلى م أضرب عنقه جاءنا برسالة من أخيه وجاورنا فجرى بيننا وبينه كلام فرددناه إلى أخيه والذي قلتم غدر وليس في الغدر خير لو فعلت الذي تقولون لكان القتال بمكة وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع الناس علي كلهم إلا إنسان واحد لما قاتلته فانصرف عروة فأخبر بن الزبير بما قال له محمد بن الحنفية قال والله ما أرى أن تعرض له دعه فليخرج عنك ويغيب وجهه فعبد الملك أمامه لا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه وابن الحنفية لا يبايعه أبدا حتى يجتمع الناس عليه فإن صار إليه كفاكه إما حبسه وإما قتله فتكون أنت قد برئت من ذلك فأفثأ بن الزبير عنه فقال أبو الطفيل وجاء كتاب من عبدالملك بن مروان ورسول حتى دخل الشعب فقرأ محمد بن الحنفية الكتاب فقرأ كتابا لو كتب به عبد الملك إلى بعض إخوته أو ولده ما زاد على ألطافه وكان فيه إنه قد بلغني أن بن الزبير قد ضيق عليك وقطع رحمك واستخف بحقك حتى تبايعه فقد نظرت لنفسك ودينك وأنت أعرف به حيث فعلت ما فعلت وهذا الشام فانزل منه حيث شئت فنحن مكرموك وواصلوا رحمك وعافوا حقك فقال بن الحنفية لأصحابه هذا وجه نخرج إليه قال فخرج وخرجنا معه ومعه كثير عزة ينشد شعرا

أنت إمام الحق لسنا نمتري ** أنت الذي نرضى به ونرتجي

أنت بن خير الناس من بعد النبي ** يا بن علي سر ومن مثل علي

حتى تحل أرض كلب وبلي قال أبو الطفيل فسرنا حتى نزلنا أيلة فجاورونا بأحسن جوار وجاورناهم بأحسن ذلك وأحبوا أبا القاسم حبا شديدا وعظموه وأصحابه وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ولا يظلم أحد من الناس قربنا ولا بحضرتنا فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فشق ذلك عليه وذكره لقبيصة بن ذؤيب وروح بن زنباع وكانا خاصته فقالا ما نرى أن ندعه يقيم في قربه منك وسيرته سيرته حتى يبايع لك أو تصرفه إلى الحجاز فكتب إليه عبد الملك إنك قدمت بلادي فنزلت في طرف منها وهذه الحرب بيني وبين بن الزبير كما تعلم وأنت لك ذكر ومكان وقد رأيت أن لا تقيم في سلطاني إلا أن تبايع لي فإن بايعتني فخذ السفن التي قدمت علينا من القلزم وهي مائة مركب فهي لك وما فيها ولك ألفا ألف درهم أعجل لك منها خمسمائة ألف وألف ألف وخمسمائة ألف آتيتك مع ما أردت من فريضة لك ولولدك ولقرابتك ومواليك ومن معك وإن أبيت فتحول عن بلدي إلى موضع لا يكون لي فيه سلطان قال فكتب إليه محمد بن علي بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن علي إلى عبد الملك بن مروان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد عرفت رأيي في هذا الأمر قديما وإني لست أسفهه على أحد والله لو اجتمعت هذه الأمة علي إلا أهل الزرقاء ما قاتلتهم أبدا ولا اعتزلتهم حتى يجتمعوا نزلت مكة فرارا مما كان بالمدينة فجاورت بن الزبير فأساء جواري وأراد مني أن أبايعه فأبيت ذلك حتى يجتمع الناس عليك أو عليه ثم أدخل فيما دخل فيه الناس فأكون كرجل منهم ثم كتبت إلي تدعوني إلى ما قبلك فأقبلت سائرا فنزلت في طرف من أطرافك والله ما عندي خلاف ومعي أصحابي فقلنا بلاد رخيصة الأسعار وندنو من جوارك ونتعرض صلتك فكتبت بما كتبت به ونحن منصرفون عنك إن شاء الله أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة قال كنت مع محمد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت بن عباس بزيادة على أربعين ليلة قال وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يصطلح الناس على رجل فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبد الملك فلما قدم محمد الشام بعث إليه عبد الملك إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي ونحن يومئذ معه سبعة آلاف فبعث إليه محمد بن علي على أن تؤمن أصحابي ففعل فقام محمد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله ولي الأمور كله وحاكمها ما شاء الله كان وما لا يشاء لم يكن كل ما هو آت قريب عجلتم بالأمر قبل نزوله والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد وأمر آل محمد مستأخر والذي نفس محمد بيده ليعودن فيكم كما بدأ الحمد لله الذي حقن دماءكم وأحرز دينكم من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل فبقي معه تسعمائة رجل فأحرم بعمرة وقلد هديا فعمدنا إلى البيت فلما أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل بن الزبير فمنعتنا أن ندخل فأرسل إليه محمد لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك ورجعت وما أريد أن أقاتلك دعنا فلندخل ولنقض نسكنا ثم لنخرج عنك فأبى ومعنا البدن قد قلدناها فرجعنا إلى المدينة فكنا بها حتى قدم الحجاج فقتل بن الزبير ثم سار إلى البصرة والكوفة فلما سار مضينا فقضينا نسكنا وقد رأيت القمل يتناثر من محمد بن علي فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسماعيل بن مسلم الطائي عن أبيه قال كتب عبد الملك بن مروان من عبد الملك أمير المؤمنين إلى محمد بن علي فلما نظر إلى عنوان الصحيفة قال إنا لله وإنا إليه راجعون الطلقاء ولعناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على منابر الناس والذي نفسي بيده إنها لأمور لم يقر قرارها قال أبو الطفيل فانصرفنا راجعين فأذن للموالي ولمن كان معه من أهل الكوفة والبصرة فرجعوا من مدين ومضينا إلى مكة حتى نزلنا معه الشعب بمنى فما مكثنا إلا ليلتين أو ثلاثا حتى أرسل إليه بن الزبير أن اشخص من هذا المنزل ولا تجاورنا فيه قال بن الحنفية اصبر وما صبرك إلا بالله وما هو بعظيم من لا يصبر على ما لا يجد من الصبر عليه بدا حتى يجعل الله له منه مخرجا والله ما أردت السيف ولو كنت أريده ما تعبث بي بن الزبير ولو كنت أنا وحدي ومعه جموعه التي معه ولكن والله ما أردت هذا وأرى بن الزبير غير مقصر عن سوء جواري فسأتحول عنه ثم خرج إلى الطائف فلم يزل بها مقيما حتى قدم الحجاج لقتال بن الزبير لهلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين فحاصر بن الزبير حتى قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي الآخرة وحج بن الحنفية تلك السنة من الطائف ثم رجع إلى شعبة فنزله أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية عن أبيه قال لما صار محمد بن علي إلى الشعب سنة اثنتين وسبعين وابن الزبير لم يقتل والحجاج محاصره أرسل إليه أن يبايع لعبد الملك فقال بن الحنفية قد عرفت مقامي بمكة وشخوصي إلى الطائف وإلى الشام كل هذا إباء مني أن أبايع بن الزبير أو عبد الملك حتى يجتمع الناس على أحدهما وأنا رجل ليس عندي خلاف لما رأيت الناس اختلفوا اعتزلتهم حتى يجتمعوا فأويت إلى أعظم بلاد الله حرمة يأمن فيه الطير فأساء بن الزبير جواري فتحولت إلى الشام فكره عبد الملك قربي فتحولت إلى الحرم فإن يقتل بن الزبير ويجتمع الناس على عبد الملك أبايعك فأبى الحجاج أن يرضى بذلك منه حتى يبايع لعبد الملك فأبى ذلك بن الحنفية وأبى الحجاج أن يقره على ذلك فلم يزل محمد يدافعه حتى قتل بن الزبير أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثني سهل بن عبيد بن عمرو الحارثي قال لما بعث عبد الملك الحجاج إلى مكة والمدينة قال له إنه ليس لك على محمد بن الحنفية سلطان قال فلما قدم الحجاج أرسل إليه الحجاج يتوعده ثم قال إني لأرجو أن يمكن الله منك يوما من الدهر ويجعل لي عليك سلطانا فأفعل وأفعل قال كذبت يا عدو نفسه ألأشعرت أن لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة أو نفخة فأرجو أن يرزقني الله بعض لحظاته أو نفحاته فلا يجعل لك علي سلطانا قال فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب بها عبد الملك إلى صاحب الروم فكتب إليه صاحب الروم إن هذه والله ما هي من كنزك ولا كنز أهل بيتك ولكنها من كنز أهل بيت نبوة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن صالح بن كيسان عن الحسن بن محمد بن علي قال لم يبايع أبي الحجاج لما قتل بن الزبير بعث الحجاج إليه فجاء فقال قد قتل الله عدو الله فقال بن الحنفية إذا بايع الناس بايعت قال والله لأقتلنك قال أو لا تدري أن لله في كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة في كل لحظة ثلاثمائة وستون قضية فلعله يكفيناك في قضية من قضاياه قال فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك فأتاه كتابه فأعجبه وكتب به إلى صاحب الروم وذلك أن صاحب الروم كتب إليه يهدده أنه قد جمع له جموعا كثيرة فكتب عبد الملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم وكتب قد عرفنا أن محمدا ليس عنده خلاف وهو يأتيك ويبايعك فأرفق به فملا اجتمع الناس على عبد الملك وبايع بن عمر قال بن عمر لابن الحنفية ما بقي شيء فبايع فكتب بن الحنفية إلى عبد الملك بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين من محمد بن علي أما بعد فإني لما رأيت الأمة قد اختلفت اعتزلتهم فلما أفضى هذا الأمر إليك وبايعك الناس كنت كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه فقد بايعتك وبايعت الحجاج لك وبعثت إليك بيعتي ورأيت الناس قد اجتمعوا عليك ونحن نحب أن تؤمننا وتعطينا ميثاقا على الوفاء فإن الغدر لا خير فيه فإن أبيت فإن أرض الله واسعة فلما قرأ عبد الملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب وروح بن زنباع ما لك عليه سبيل ولو أراد فتقا لقدر عليه ولقد سلم وبايع فنرى أن تكتب إليه بالعهد والميثاق بالأمان له والعهد لأصحابه ففعل فكتب إليه عبد الملك إنك عندنا محمود أنت أحب وأقرب بنا رحما من بن الزبير فلك العهد والميثاق وذمة الله وذمة رسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشيء تكرهه ارجع إلى بلدك واذهب حيث شئت ولست أدع صلتك وعونك ما حييت وكتب إلى الحجاج يأمره بحسن جواره وإكرامه فرجع بن الحنفية إلى المدينة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال لما صار محمد بن علي إلى المدينة وبنى داره بالبقيع كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه فكتب إليه عبد الملك يأذن له في أن يقدم عليه فوفد عليه سنة ثمان وسبعين وهي السنة التي مات فيها جابر بن عبد الله فقدم على عبد الملك بدمشق فاستأذن عليه فأذن له وأمر له بمنزل قريب منه وأمر أن يجرى عليه نزل يكفيه ويكفي من معه وكان يدخل على عبد الملك في إذن العامة إذا أذن عبد الملك بدأ بأهل بيته ثم أذن له فسلم فمرة يجلس ومرة ينصرف فلما مضى من ذلك شهر أو قريب منه كلم عبد الملك خاليا فذكر قرابته ورحمه وأمره أن يرفع حوائجه فرفع محمد دينه وحوائجه وفرائض لولده ولغيرهم من حامته ومواليه فأجابه عبد الملك إلى ذلك كله وتعسر عليه في الموالي لأن يفرض لهم وألح عليه محمد ففرض لهم فقصر بهم فكلمه فرفع في فرائضهم فلم يبق له حاجة إلا قضاها واستأذنه في الانصراف فأذن له أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال قال بن الحنفية وفدت على عبد الملك فقضى حوائجي وودعته فلما كدت أن أتوارى من عينيه ناداني أبا القاسم أبا القاسم فكررت فقال لي أما تعلم أن الله يعلم أنك يوم تصنع بالشيخ ما تصنع ظالم له يعني حين أخذ بن الحنفية مروان بن الحكم يوم الدار فدعثه بردائه قال عبد الملك وأنا أنظر إليه ولي يومئذ ذؤابة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال وفدت مع أبان بن عثمان على عبد الملك بن مروان وعنده بن الحنفية فدعا عبد الملك بسيف النبي صلى الله عليه وسلم فأتي به ودعا بصقيل فنظر إليه فقال ما رأيت حديدة قط أجود منها قال عبد الملك ولا والله ما أرى الناس مثل صاحبها يا محمد هب لي هذا السيف فقال محمد أينا رأيت أحق به فليأخذه قال عبد الملك إن كان لك قرابة فلكل قرابة حق قال فأعطاه محمد عبد الملك وقال يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الحجاج وهو عنده قد آذاني واستخف بحقي ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها فقال عبد الملك لا إمرة لك عليه فلما ولي محمد قال عبد الملك للحجاج أدركه فسل سخيمته فأدركه فقال إن أمير المؤمنين أرسلني إليك لأسل سخيمتك ولا مرحبا بشء ساءك فقال محمد ويحك يا حجاج اتق الله واحذر الله ما من صباح يصبحه العباد إلا لله في كل عبد من عباده ثلاثمائة وستون لحظة إن أخذ أخذ بمقدرة وإن عفا عفا بحلم فاحذر الله فقال له الحجاج لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه فقال له محمد وتفعل قال له الحجاج نعم قال فإني أسألك صرم الدهر قال فذكر الحجاج ذلك لعبد الملك فأرسل عبد الملك إلى رأس الجالوت فذكر له الذي قال محمد وقال إن رجلا منا ذكر حديثا ما سمعناه إلا منه وأخبره بقول محمد فقال رأس الجالوت ما خرجت هذه الكلمة إلا من بيت نبوة أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام فزجره بن الحنفية ونهاه أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد قال رأيت محمد بن الحنفية دخل الكعبة فصلى في كل زاوية ركعتين ثماني ركعات أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان قال قال محمد بن الحنفية لا تذهب الدنيا حتى تكون خصومات الناس في ربهم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن أبي مالك قال رأيت بن الحنفية يرمي الجمار على برذون أشهب قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني سفيان التمار قال رأيت محمد بن الحنفية موسعا رأسه بالحناء والكتم يوم التروية وهو محرم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل قال حدثني ثوير قال رأيت محمد بن الحنفية يخضب بالحناء والكتم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مروان بن معاوية عن سفيان التمار قال رأيت بن الحنفية أشعر بدنه في الشق الأبيض أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا سفيان عن سليمان الشيباني قال رأيت على محمد بن الحنفية مطرف خز أصفر بعرفة أخبرنا أبو معاوية الضرير عن أبي إسحاق الشيباني قال رأيت على بن الحنفية مطرف خز بعرفات أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن رشدين قال رأيت محمد بن الحنفية يعمم بعمامة سوداء حرقانية ويرخيها شبرا أو أقل من شبر قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال رأيت على محمد بن الحنفية عمامة سوداء أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن نصر بن أوس قال رأيت على محمد بن علي بن الحنفية ملحفة صفراء وسخة أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن حكيم عن أبي إدريس قال قال لي محمد بن الحنفية ما منعك أن تلبس الخز فإنه لا بأس به قلت إنه يجعل فيه الحرير أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا حدثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن حكيم عن أبي إدريس قال رأيت بن الحنفية يخضب بالحناء والكتم فقلت له أكان علي يخضب قال لا قلت فما لك قال أتشبب به للنساء قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو نعيم الخزاز قال سمعت صالح بن ميسم قال رأيت في يد محمد بن علي بن الحنفية أثر الحناء فقلت له ما هذا فقال كنت أخضب أمي أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن أبي يعلى عن محمد بن الحنفية أنه كان يذوب أمه ويمشطها أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال رأيت محمد بن الحنفية مخضوبا بالحناء ورأيته مكحول العينين ورأيت عليه عمامة سوداء أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال أرسلني أبي إلى محمد بن الحنفية فدخلت عليه وهو مكحول العينين مصبوغ اللحية بحمرة فرجعت إلى أبي فقلت أرسلتني إلى شيخ مخنث فقال يا بن اللخناء ذاك محمد بن علي أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري عن بن الحنفية أنه كان يشرب نبيذ الدن أخبرنا محمد بن الصلت قال حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال كنا مع بن الحنفية فأراد أن يتوضأ وعليه خفان فنزع خفيه ومسح على قدميه أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل الأزرق عن أبي عمر أن بن الحنفية كان يغتسل في العيدين وفي الجمعة وفي الشعب قال وكان يغسل أثر المحاجم أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا رشدين بن كريب قال رأيت بن الحنفية يتختم في يساره أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا علي بن عمر بن علي بن حسين عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت بن الحنفية سنة حدى وثمانين يقول هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبي توفي وهو بن ثلاث وستين ومات بن الحنفية في تلك السنة سنة إحدى وثمانين أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا زيد بن السائب قال سألت أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أين دفن أبوك فقال بالبقيع قلت أي سنة قال سنة إحدى وثمانين في أولها وهو يومئذ بن خمس وستين لا يستكملها قال محمد بن سعد ولا نعلمه روى عن عمر شيئا أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زيد بن السائب قال سمعت أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية يقول وأشار إلى ناحية من البقيع فقال هذا قبر أبي القاسم يعني أباه مات في المحرم في سنة إحدى وثمانين وهي سنة الجحاف سيل أصاب أهل مكة جحف الحاج قال فلما وضعناه في البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفان وهو الوالي يومئذ على المدينة لعبد الملك بن مروان ليصلي عليه فقال أخي ما ترى فقلت لا يصلي عليه أبان إلا أن يطلب ذلك إلينا فقال أبان أنتم أولى بجنازتكم من شئتم فقدموا من يصلي عليه فقلنا تقدم فصل فتقدم فصلى عليه قال محمد بن عمر فحدثت زيد بن السائب فقلت إن عبد الملك بن وهب أخبرني عن سليمان بن عبد الله عن عويمر الأسلمي أن أبا هاشم قال يومئذ نحن نعلم أن الإمام أولى بالصلاة ولولا ذلك ما قدمناك فقال زيد بن السائب هكذا سمعت أبا هاشم يقول فتقدم فصلى عليه‏.‏

 عمر الأكبر بن علي

ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه الصهباء وهي أم حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وكانت سبية أصابها خالد بن الوليد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر فولد عمر بن علي محمدا وأم موسى وأم حبيب وأمهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب وقد روى عمر الحديث وكان في ولده عدة يحدث عنهم فذكرناهم في مواضعهم وطبقتهم‏.‏

 عبيد الله بن علي

ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان عبيد الله بن علي قدم من الحجاز على المختار بالكوفة وسأله فلم يعطه وقال أقدمت بكتاب من المهدي قال لا فحبسه أياما ثم خلى سبيله وقال اخرج عنا فخرج إلى مصعب بن الزبير بالبصرة هاربا من المختار فنزل على خاله نعيم بن مسعود التميمي ثم النهشلي وأمر له مصعب بمائة ألف درهم ثم أمر مصعب بن الزبير الناس بالتهيؤ لعدوهم ووقت للمسير وقتا ثم عسكر ثم انقلع من معسكره ذلك واستخلف على البصرة عبيد الله بن معمر فلما سار مصعب تخلف عبيد الله بن علي بن أبي طالب في أخواله وسار خاله نعيم بن مسعود مع مصعب فلما فصل مصعب من البصرة جاءت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم إلى عبيد الله بن علي فقالوا نحن أيضا أخوالك ولنا فيك نصيب فتحول إلينا فإنا نحب كرامتك قال نعم فتحول إليهم فأنزلوه وسطهم وبايعوا له بالخلافة وهو كاره يقول يا قوم لا تعجلوا ولا تفعلوا هذا الأمر فأبوا فبلغ ذلك مصعبا فكتب إلى عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر بعجزه ويخبره غفلته عن عبيد الله بن علي وعما أحدثوا من البيعة له ثم دعا مصعب خاله نعيم بن مسعود فقال لقد كنت مكرما لك محسنا فيما بين وبينك فما حملك على ما فعلت في بن أختك وتخلفه بالبصرة يؤلب الناس ويخدعهم فحلف بالله ما فعل وما علم من قصته هذه بحرف واحد فقبل منه مصعب وصدقه وقال مصعب قد كتبت إلى عبيد الله ألومه في غفلته عن هذا فقال نعيم بن مسعود فلا يهيجه أحد أنا أكفيك أمره وأقدم به عليك فسار نعيم حتى أتى البصرة فاجتمعت بنو حنظلة وبنو عمرو بن تميم فسار بهم حتى أتى بني سعد فقال والله ما كان لكم في هذا الأمر الذي صنعتم خير وما أردتم إلا هلاك تميم كلها فادفعوا إلي بن أختي فتلاوموا ساعة ثم دفعوه إليه فخرج حتى قدم به على مصعب فقال يا أخي ما حملك على الذي صنعت فحلف عبيد الله بالله ما أراد ذلك ولا كان له به علم حتى فعلوه ولقد كرهت ذلك وأبيته فصدقه مصعب وقبل منه وأمر مصعب بن الزبير صاحب مقدمته عبادا الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فسار فتقدم وتقدم معه عبيد الله بن علي بن أبي طالب فنزلوا المذار وتقدم جيش المختار فنزلوا بإزائهم فبيتهم أصحاب مصعب بن الزبير فقتلوا ذلك الجيش فلم يفلت منهم إلا الشريد وقتل عبيد الله بن علي بن أبي طال تلك الليلة‏.‏